كتاب يبحث في تفسير القرآن الكريم وهو بمثابة تهذيب لتفسير الإمام البغوي يقول مصنفه في اختصاره هذا : ولم أجعل لنفسي تصرفا سوى النقل والانتخاب. ابتعد فيه عن التطويل، وحذف منه الأسانيد، أورد فيه التفسير الإفرادي والإجمالي واللغوي، وفضائل السور، وأسباب النزول، معتمدا في ذلك غالبا على الأحاديث النبوية والآثار الصحيحة مع تخريج الأحاديث والآثار، إضافة إلى الشواهد الشعرية العربية.
هذا كتاب عمدة في التفسير الإشاري، حرص فيه مصنفه أشد الحرص على النص القرآنى، والتزم بالنظر إليه نظرة اعتبار وتقديس، وكان عمله أشبه بمن يقبس قطفات من الضوء من مشكاة كبيرة ينير بها الطريق أمام الزهاد والعارفين، دون أن يتورط في تعسّف أو ينزلق في درب من دروب الشطط، والسبب الذي يعود إليه هذا المنهج أنه سني حريص على سنيته بقدر ما هو صوفى حريص على صوفيته، وقد سار في الكتاب على خطة واضحة محددة، التزم بها من أول الكتاب إلى آخره، فهو يبدأ بتفسير البسملة كلمة كلمة، وأحيانا حرفا حرفا، في مفتتح كل سورة، مع عدم التشابه؛ حيث إنه جعل تفسير البسملة يتمشى مع السياق العام للسورة كلّها، ثم بعد ذلك يبدأ في تفسير السورة آية آية، ولم يتخلّ عن آية إلا في مواضع نادرة، بل ربما تكون الآية طويلة نسبيا ومع ذلك لا يتركها دون إشارة حتى ولو كانت سريعة مقتضبة «على سبيل الإقلال خشية الملال» كما يقول في مقدمته.
هذا كتاب بيَّن فيه مصنفه أن القرآن ليس فيه إلا لغة العرب، وأن بعض الألفاظ فيه ربما وافقت بعضَ اللغات الأخرى، وأما الأصل والجنس فعربي لا يخالطه شيء، ثم ذكر الألفاظ الواردة في القرآن والموافقة لبعض اللغات الأخرى، وقد رتب الكتاب على حسب ترتيب سور وآيات القرآن الكريم، ويتلخص منهجه في أنه يذكر اللفظة ثم معناها وإلى أية قبيلة تنسب لغة هذه اللفظة التي ذكرها.